يقال أنها قادرة على قيادة طائرتها الخاصة بنفسها، كما أنها من هواة ركوب الدرجات النارية من طراز هارلي ديفيدسون، وأيضا سبق لها أن فازت كأس الغزلان في المغرب لسيارات الرالي في عام 1993.
يصعب لمن يجاور مريم بنصالح، أو يطالع سمتَها الصارم في الملتقيات واللقاءات أن يتخيل أن هذه السيدة يمكن أن تقوم بهذا النوع من الأنشطة، فالصرامة طبعها، والصمت الحازم ديدنُها، وقلّما يفترّ ثغرها عن ابتسامة ما لم تقتضِ الضرورة ذلك.
وبشكل عام، فلمريم بنصالح شقرون – وهذا اسمها الكامل – ألف سبب وسبب لتكون صارمة حازمة، ومقلّة حتى في الحديث العام، لأنها حملت، ولا زالت، على كتفها مسؤوليات تنوء بالعصبة أولي القوة.
فقد انتقلت "سيدة الماء"، إحدى أثرى النساء بالمغرب، بين عدد كبير من المناصب، وكلها مناصب حساسة بمسؤوليات جسيمة لا تسمحُ بالغفلة أو الالتفات.. إما الانتباه والحزم على مدار الساعة، أو... الفشل.
ولدت مريم بنصالح شقرون في 14 نوفمبر 1962 في الدار البيضاء بالمغرب لعائلة من إقليم بركان. فهي كبرى أبناء عبد القادر بنصالح، أحد الموقعين على بيان الاستقلال لعام 1944 ومؤسس مجموعة هولماركوم.
في عام 1980، انضمت بنصالح شقرون إلى المدرسة العليا للتجارة في باريس، وتخرجت منها بعد أربع سنوات، كما أنها حاصلة أيضاً على درجة الماجستير في الإدارة الدولية والمالية من جامعة دالاس في عام 1986.
أسريا، بنصالح متزوجة من جمال شقرون، ابن الكاتب عبد الله شقرون والممثلة أمينة رشيد، ولديهما ثلاثة أطفال.
عمليا، وبعد إنهاء دراستها في فرنسا، انضمت مريم إلى مؤسسة الإيداع والقروض (SMDC) ضمن مصلحة السندات والمساهمات، والتي تركتها في عام 1989.
إثر ذلك، تم تعيينها رئيسة لشركة أولماس للمياه المعدنية، وهي شركة تابعة لمجموعة هولماركوم، كما كانت أول امرأة تشغل منصب رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب.
في مختلف هذه المناصب الرفيعة، كان على بنصالح أن تعمل على معالجة القضايا الشائكة في سياق الأزمة الاقتصادية، حيث عززت دور الإتحاد العام لمقاولات المغرب في تمثيل مصالح الشركات والدفاع عنها، وإدارة الانقسامات بمهارة بين الشركات في حين لم تتغاضى عن تحسين مناخ الأعمال التجارية أو إصلاح قانون العمل وقانون الإضراب، فعلت كل هذا مع الحفاظ على علاقاتٍ ودية مع الحكومات المتعاقبة.
وبعيدا عن دنيا إدارة الأعمال، فإن بنصالح عضو أيضاً في مجلس إدارة جامعة الأخوين منذ يناير 2004، وبنك المغرب منذ أبريل 2006، وبين نوفمبر 2012 ويونيو 2017، شغلت منصب عضو مجلس إدارة مستقل لمجموعة يوتلسات.
بنصالح سبق لها، أيضا، أن كانت عضواً في مجلس إدارة مبادرة التنمية العالمية منذ أكتوبر 2014، وعضو مجلس إدارة مستقل لمجموعة السويس منذ أبريل 2016 وكذا عضو مجلس إدارة مجموعة رونو منذ يونيو 2017.
حصلت "سيدة الماء" على العديد من التكريمات والجوائز، أبرزها وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط في عام 2013، ووسام الصليب الأكبر للاستحقاق المدني من إسبانيا عام 2017.
وعلاوة على ذلك، تم اختيارها كواحدة من أكثر 25 امرأة مؤثرة في مجال الأعمال في أفريقيا من قبل مجلة "جون أفريك". وفي نفس العام، جلست على مقاعد التحكيم في لجنة جوائز مبادرة كارتييه للمرأة، كما ظهرت بنصالح بشكل منتظم في قائمة فوربس الشرق الأوسط "لأقوى سيدات أعمال عربيات".
وعموما، فقد أثبتت بنصالح، عملياً، أن العمل بدل الكلام يؤتي ثماره دائما، دون حتى الحاجة للحديث عن كون هذا الشخص الناجح رجلاً أو امرأة.. فالمقياس هو النجاح والإنجاز ولا شيء غيرهما.